الثلاثاء، 8 أبريل 2014

العراق ، وثمار المرجعية : "المُرَبَّع المُظْلِم و لا للتغيير"
مع إطلالة كل مرحلة انتخابية يبرز عنوان المرجعية ويصبح حديث الساعة ، وتُرفع شعارات الوطن والمواطن ، ويُتباكى على المظلومين ، وتُعلق شمّاعة الطائفية ، وغيرها من يافطات إعلامية، فالانتخابات تَجُبُّ ما قبلها ، وعفا الله عما سلف ، فالقوائم هي قوائم المرجعية والشخوص هي شخوصها ، والمرجعية هي المذهب ، فانتخب هؤلاء وإنْ سرقوا ، وإنْ أفسدوا ، وإنْ...، فإما هذه القوائم وإما الخروج عن المذهب ، هذه هي الأيديولوجيات التي تتبناها المرجعية ووكلائها وطلبتها وكافة ملحقاتها في المراحل الانتخابية ، وهنا نود أن نُعلق على ما جاء في مقال تحت عنوان المرجعية : "من اجل عراق أفضل" ، كتبه قاسم ال بشارة بأسلوب ينمُّ عن نزعة طائفية وان تظاهر بالوطنية ، فكانت لنا عدة وقفات نذكر منها : 
الوقفة الأولى: في عنوان المقال وهو "المرجعية : من اجل عراق أفضل"
أفضل هي صيغة مبالغة على وزن أفعل ، وصيغة المبالغة تستخدم للدلالة على المبالغة في الصفة وبيان الزيادة فيها ، وهي مقارنة بين أمرين يشتركان بنفس الصفة ويختلفان في شدتها أو زيادتها ،فعندما نقول محمد أجمل من زيد ، فهذا معناها أن "محمد" ، و"زيد" ، يشتركان بصفة الجمال إلا أن "محمد" أكثر جمالا من "زيد" ، وعنوان المقال تَضَمَّنَ هذه الصيغة :"أفضل" ، وهذا معناه (من وجهة نظر قاسم) أن العراق مر خلال هذه السنوات العجاف المظلمة بظروف جيدة وحسنة ببركة مواقف المرجعية ودعمها للحكومات الفاسدة ، ، ومن اجل أن تزداد نسبة الــ "الخير والأمن والأمان والرفاهية" نوالي المرجعية بانتخاب قوائمها حتى يكون العراق أفضل!!!!
الوقفة الثانية:: مما لا يخفى على احد أنَّ المرجعية هي التي أمرت الناس بانتخاب قائمة الشمعة "169" وقائمة "555" ، وحرمت عليهم الزوجات إن لم ينتخبوها ، وجعلت انتخابها كبيعة الغدير والمُتَخَلفُ عنها كالمتخلف عن ولاية الأمام "علي عليه" ، وهذه القوائم أفرزت حكومات شيعية وشخوص سياسية فاسدة وسارقة ظالمة باعتراف الجميع بما فيهم المرجعية وصاحب المقال.
الوقفة الثالثة:لقد ثبت بالتجربة أنَّ المرجعية قد أخفقت في جميع المراحل الانتخابية السابقة بتوجيهها للناس وأمرهم بانتخاب الفاسدين والسارقين والظالمين ، وأيضا التصويت بنعم على دستور "بريمر" المُختلف فيه والمُلغم بمفخخات والذي صار سببا للصراعات والأزمات فكل حزب يفسره وفق مصالحه وأجنداته ، وهذا يدل على قراءتها الخاطئة وتشخيصها السقيم وعدم فهما لما يجري في الساحة ، فكيف يوجه الناس نحو مَن أمرهم بانتخاب الفاسدين في كل المراحل الانتخابية ، وهل يبقى للتغيير معنى إذا سار الناس على نفس المنوال ؟!!!، وقد لُدِغَ العراق وشعبه مرات ..، ومرات... ، فهل يريد صاحب المقال أن يُلدغ العراق لدغة الرحمة هذا إن بقيت فيه روح ؟!!!،يقول الإمام علي "عليه السلام" «التجاربُ عِلمٌ مستفاد» ، « مَن أحكَمَ التجارب سَلِم من المخاطب، مَن غَنِيَ عن التجارب عَمِيَ عن العواقب »
الوقفة الرابعة : إن ما جاء في المقال فيه محاولة مُتَعَمَّدَة لإخفاء ما تبنته المرجعية من إيديولوجية طائفية فالمهم عندها أن تكون الدولة تحمل اسم الشيعة ، حتى وان كانت ظالمة أو فاسدة أو طائفية أو...، وهذا ما تم تصديره للناس قبيل الانتخابات حينما أصابها التذمر والامتعاض من حكوماتها الشيعية التي ظلمتها قبل أن تظلم غيرها من الطوائف والأديان ، ومما يؤكد هذه النزعة هو إجهاض المرجعيةُ للتظاهرات العارمة التي كادت أن تطيح بحكومتها لولا فتاواها ، فلو كانت ترعى مصالح الوطن والمواطن وتريد التغيير حقيقة لساندت تلك التظاهرات .
الوقفة الخامسة : أي تغيير تتحدث عنه المرجعية ، والقوائم هي نفسها والتوجهات نفسها ، والنزعة الطائفية هي الشماعة ، والقيادات والزعامات التي تَتَحَكَّم بتلك القوائم هي نفسها ، فهذه سالبة بانتفاء موضوعها ، لأنها ذبحت التغيير بسكين التمسك بمناصبها واللهث وراء مصالحها ، فلا تغيير مادامت هذه المفردات هي المسيطرة ،وكأنَّ المذهب الشريف عقم عن إنجاب غير هؤلاء حتى يُختَزَل بهم!!!،
الوقفة السادسة: ما هو المربع الأول الذي تتحدث عنه المرجعية وصاحب المقال ؟، وما هو تفسيره ؟، هل هو مربع ما قبل الاحتلال؟ ، وهنا يتفرع السؤال ،ما هو موقف المرجعية مما جرى من ظلم وجور على العراق وشعبه في فترة هذا المربع ، أليس هو الصمت والسكوت والرضوخ؟!!! ، أما إذا كان المقصود هو مربع ما بعد الاحتلال ، مربع القتل والطائفية والفساد والدمار والهلاك و...، فهنا المصيبة أعظم ، لأن المرجعية هي من دعمت الاحتلال (كما صرح المحتل بذلك وأمضاه سكوت المرجعية) وباركت ومررت أجنداته وما رشح عنه من قبح وظلام حتى صار المحتل ولي وصديق وحميم ومُحَرِر وفاتح ومُقَنِّن ومُشَرِّع وهذا كله مُخالف لنهج أهل البيت "عليهم السلام"الذي يحكي باسمه صاحب المقال ، أليست المرجعية هي من أمرت الناس بانتخاب القوائم والكتل التي شَكَّلَت وترأست الحكومات الفاسدة التي توالت على حكم العراق ، أليست...؟!!!، أليست.... ؟!!!،، فالمُرَبَّع المُظْلِم المُهْلِك هو من ثمار ونتائج مواقف المرجعية وقراراتها ، والتغيير انتقل إلى رحمة الله يوم أجهضت عليه المرجعية...http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=395869

هناك 9 تعليقات:


  1. لم نرَ من سماحة السيد الصرخي الحسني ) دام ظله )
    إلاّ التألق والأبداع والإلمام باﻷسس الكلية ..
    في هذه المناظرة العقائدية التأريخية وكما غيرها الكثير..
    وهذا ناتج من حكمته ولبابته , وحصافة عقله ورجاحته ,
    ورحابة صدره وسماحة نفسه , وحسن اﻹعداد, وشمولية التحضير,
    وطول المراس, المصحوب بالثقة النفسية, المدعومة بقوة الدليل ,
    المشفوع بروعة اختيار المثال الملائم للكلام الذي يريد أن يتفوه به,
    فنراه كالطود الشامخ أمام من يناقش , ويناظر آراءه وافكاره ومعتقداته من الفقهاء والعلماء .
    فنسأل الله تعالى أن يحفظه ويوفقه ويسدده .. ويرزقنا وأمة الأنصار الأخيار شفاعته بالدنيا والأخرة

    ردحذف
  2. إن الدور الذي تبناه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني يتميز بالارتباط الفعلي مع الجماهير من خلال مواقفه الوطنية وولائه للعراق وشعبه وعدم غياب توجيهاته عن الاهتمام بالجانب الثقافي العام فضلا عن الديني وعدم ترك أي مفصل من مفاصل الحياة بلا توجيه ومشورة سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية أو الدينية والفكرية, فلا يخفى على الفرد العراقي والمسلم بياناته السياسية الوطنية التي تتميز بالحب لهذا الوطن وشعبه وتعبر عن الانتماء الحقيقي لتربته المقدسة, اضافة الى بياناته وخطاباته التي تقف بوجه المخططات التي تهدف للنيل من الإسلام والعراق وشعبه، وهذا التصدي المثالي من قبله أوضح لخصوم الاسلام والعراق إن هناك حماة لا يفوتهم شيء ولا يتخطاهم مكر إلا وكانوا له بالمرصاد.

    ردحذف
  3. نبارك للسيد الصرخي الحسني هذا الجهد العلمي المتميز والمبارك والذي اثبت فيه ان هناك حقائق تاريخية كنا غافلين عنها والتي كشفت الكثير من المخادعين الذين استغفلوا الناس وخدعوهم بإسم الدين والمذهب وهذا يدل على الدقة والعمق والفطنة التي يتحلى بها هذا السيد الجليل

    ردحذف
  4. من يمتلك الجواب أمامك سيدي لقد كسرت أقلامهم وأصبحت العين تنظر واللسان يغمد والاذن تصغي من وراء الجدار الى أي طريق تصل لقد فتحت كل الطرق أمامك وأغلقت كل الطرق العلمية أمامهم

    ردحذف
  5. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  6. عندما تكون الدنيا اكبر هم البشر وهذا الحال موجود في جل الناس فهم يصبحون بمثابة العبيد للدنيا وعندما يكونوا عبيد للدنيا والهوى يتغير حالهم وتصرفاتهم ويحاولوا ان يسيروا الامور حسب رغباتهم بما يتماشى مع مصالهم الدنيوية التي كانت اكبر همهم بل هي غايتهم ولذا تجدهم ينسجمون مع كل شخص يكون قريبا لمعتقدهم ويدافعون عنه كي يبقى عملها وولههم بالدنيا يكسوه طابع الشرعية ليجعلوها مقنعة لعقولهم التي اغلق باب التفكير والتفكر فيها ولذا اصبحوا وكأنهم خلقوا لهذه الدنيا اما الاحرار أولياءك الذين كانت الاخرة ورضا الله اكبر همهم فتراهم يسعون لنشر الخير والاحسان والهداية والصلاح والتذكير بالأخرة ونصر اولياء الله لانهم ادركوا باليقين ان الدنيا ممر والاخرة هي دار القرار واسال الله حسن العاقبة والثبات على نصرة الحق واصحاب الحق والتي تتجسد معانيها في وقتنا الحاضر بالسيد المجدد سماحة السيد الصرخي الحسني ( دام ظله )

    ردحذف
  7. ان المرجعيات الشيعية المتربعة على عروش النجف والكوفة هي التي سانتدت صدام في السابق وايدت وساندت الاحتلال ومن جاء معه وهي من امضت على افعال الامريكان في ابوغريب وغيرها من فضائح تقشعر لها الابدان وهي من ايدت دستور برايمر الوضعي الذي اول بنوده هو بقاء العراق تحت سيطرة امريكا والان تتبرء المرجعية من السياسين وافعالهم وهم الذين اوجبو على الشيعة انتخاب الكتل الشيعية الكبيرة لكي يأخذها ابناء السنة واججوا الطائفية المقيتة التي ارادتها امريكا واسرائيل .

    ردحذف
  8. سلمت يداك اخي الناشر موضوع مميز و تحليل واقعي فهذه هي مرجعية السيد الحسني تكشف الحجيب امام التاريخ لتعطيه صبغته الاصلية

    ردحذف
  9. ان الصلاح والاصلاح هو أداب الانبياء والاوصياء والخلفاء والصالحين وفي المقابل الفساد والافساد هو طريق ونهج الفراعنة المتسلطين الظالمين الفاسدين والمتتبع للتاريخ يرى اغلب الانبياء والاوصياء والصالحين ابتلوا بهؤلاء وذاقوا الامرين منهم وتحملوا المشقه والتعذيب والسجن والموت لاجل احقاق الحق وعدم التنازل عن قضيتهم الالهية العادلة وان المرجع هو القائد والفقيه فهو الذي يعطي الحل الانجح والامثل في كل الاتجاهات سواء كان الاتجاه سياسي او اقتصادي او اجتماعي

    ردحذف